٢٠١١/٠٣/١٢

السيد الرئيس:الموقف الخطأ في الوقت الخطإ/ابراهيم ولد أحمدي


تناقلت بعض وسائل الإعلام المحلية استقاء من الوكالة الليبية للأنباء أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز اتصل أمس بتاريخ:9/3/2011 بالقذافي وابلغه تضامنه والشعب الموريتاني مع النظام الليبي في حربه ضد المؤامرة على حد تعبير الخبر،وحتى هذه اللحظة وبعد مضي أربعة وعشرين ساعة على إذاعة النبأ فإن الحكومة الموريتانية لم تنفيه بشكل رسمي، مما يعطي مصداقية إن لم يكن تأكيدا على صحة الخبر المشؤوم،الشيء الذي يعرض مصالحنا وحتى أرواح من بقي من رعايانا على أرض ليبيا للخطر وأنت سيدي الرئيس في ذلك تغرد خارج السرب وتندب حظك عند من بات في حكم الماضي لتفرط في مستقبل علاقات طيبة لبلادك مع منهم قادة وصناع قرار المستقبل في ليبيا. سيدي الرئيس كان الأجدى بك أن تندد بمايتعرض له الشعب الليبي على يد من كان يصف نفسه يوما بقائد الثورة وأن تمد يد العون والمساعدة لهذا الشعب الأعزل نزولا عند رغبة شعبك وإرضاء للضمير الإنساني،وحتى كان بإمكانك السكوت طالما أنه شأن ليبي داخلي حيث لا يتحتم عليك اتخاذ موقف كي لا تدخل نفسك وشعبك في مأزق تعلم يقينا أننا في غنى عنه.
سيدي الرئيس تحتاج إلى جرعات مكثفة أولاها في الحكمة وثانيها فن إدارة الأزمات وثالثها في الديبلوماسية فما قمتم به سيدي الرئيس يفتقد الحكمة فالشعب الليبي الشقيق تربطنا به علاقات طيبة وكنا نتوق إلى تعزيزها وتطويرها واستثمارها في المستقبل ونحن المحتاجون إليه أكثر مما هو محتاج إلينا،فكم من مواطنينا ذاق رغد العيش على أديم الأراضي الليبية وبين ظهراني ذاك الشعب المضياف ولا زالوا كذلك إلى اليوم؟أم أن دعم القائد لإنقلابك أفقدك الصواب وأعماك عن الحقيقة البادية وبالتالي ترد له الجميل؟
موفقك سيدي الرئيس جانه الصواب ففي الوقت الذي تتشابك الأيادي الدولية على عنق النظام الليبي ويكاد يلفظ أنفاسه،حيث تعكف جميع الهيآت الدولية المؤثرة على عزل ما تبقى من سلطة في يدك القذافي إن لم ينهيه الثوار خلال الأيام القادمة،ففي أروقة البيت الأبيض تجري الترتيبات على قدم وساق للتحضير لذلك بالإضافة إلى الجهود الحثيثة التي يقوم بها الإتحاد الأوربي حيث اعترفت فرنسا -وهي حليفكم الرئيس-بالمجلس الليبي الإنتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي ولا شك ستتبعها دول أخرى،ضف إلى ذلك الجهود المبذولة من بعض الأطراف العربية المؤثرة على مستوى القرار العبربي. كان من الأجدى بك سيدي الرئيس أن تتريث قبل اتخاذ القرار بذلك الإتصال المشؤوم حتى تقرأ المواقف الدولية وتستخلص منها موقفا يتماها مع مصالح شعبك،أما الآن وقد قدمت على هذه الخطوة فإنك تغرد خاج المنظومة وتعرض مصالح بلدك للخطر حيث سيظل الجرح غائرا في وجدان الشعب الليبي المكلوم وبالتالي سيكون الحساب عسيرا حين يتوارى حليفكم ويصبح زمام الأمور بيد ممثلي هذا الشعب(اثنان لا أنساهما:من عانني ومن عان علي)ولا تنسى سيدي الرئيس أن الشعب أبقى من حاكمه لذلك فالأساس علاقات الشعبين لا علاقات الحاكمين كما تعتقد.
سيدي الرئيس فرطت في علاقاتنا مع شعب شقيق وزورت إرادتنا حيث أبلغت السفاح أن الحكومة والشعب الموريتانيين يساندانه في وجه الؤامرة،الشعب الموريتاني- سيدي الرئيس- براء من مبادرتكم المشؤومة،ويتجلى ذلك من خلال الشارع وكافة قواه السياسية الحية حيث نددت الأحزاب كلها باستثناء جرذان اللجان الثورية وبعض المرتزقة القلائل فما الذي أوحى إليك بمثل هكذا تصرف؟.
سيدي الرئيس النظام الليبي فقد شرعيته ومن يسانده يفقد الشرعية كذلك الشئ الذي يجب عليكم أخذه في الحسبان والنظر بشئ من التروي والتأمل حين اتخاذ القرارات المشابهة،فحين يتخلى قذاف الدم وشلقم وغيرهم من ممثلي النظام السابق في الداخل والخارج عن دعمه يكون أمثالك في حل من التقرب والزلف لهذا السفاح الأثيم.
سيدي الرئيس قبل النظر إلى الطيور المحلقة يستحسن بك أن تنظر تلك الطيور التي على الأرض فحل المشاكل الداخلية التي تحاصرك كما تحاصر القذافي حري بك النظر إليها قبل فوات الأوان كي لا تتحول وقفة ابلوكات إلى ثورة قد تكون-سيدي الرئيس-أمامها أوهن من نظيرك وأقل قدرة على لجمها،كما يتعين عليك الإعذار علنا عن هذا التصرف المخجل وإلا فإن التاريخ والشعب لن يرحمانك طالما تماديت في مثل هذه التصرفات الشنيعة الخرقاء

ليست هناك تعليقات: