٢٠١١/٠٣/٠٧

رسائل الميلاد


قد لا يدرك كثيرون الأهداف البعيدة لتظاهرة الـ25 فبراير والسائرة في فلك التغيير لغاية تحقيق تطلعات شعبنا العظيم بكل فئاته وأطيافه وأعراقه، الشعب الذي نذر نفسه في سبيل التصالح مع غد مشرق.
التظاهرة بدت غريبة وستظل غربية إلى أن يصطف مصلوا ظهيرة الجمعة إلى صلاة الفجر، عندها لن يسخر المارة ثانية ممن يحتشدون بساحة "شنقيط" لصلاة المغرب!..
كما سيدرك كثيرون قيمة الأيام الست التي أنشأ فيها ربنا الكون، بل قد يسخرون ممن سخروا من نوح وهو يرص الألواح لصناعة سفينة النجاة وليجدب في الماء، هكذا كمن يئس، وهو من لا يجوز في حقه هكذا يأس!.
ذلك أن الثورة عمل بطيء والثوار ذو نفس طويل كمن يخطط تحت الماء، كذلك من المهم الإشارة إلى أن الحراك النضالي السائد حاليا في جسم المجتمع الشاب المنتفض وصولا إلى مختلف سواعده: نساء، أطفالا، شيوخا، ورجال..
هي بالدرجة الأولى موجهة إلى الرفاق الشباب الذين هم زمام المبادرة، ثم إلى زادها من بقايا شعبنا العظيم بكل تفاصيله الثورية.
معنى ذلك أنه ليست هناك ـ بعد ـ أي رسالة مباشرة للنظام القائم لأن الوقت لما يزل باكرا للحديث مع هذا الفصيل ولأن الرفاق لم يتفقوا بعد على توقيت لهذه الخطوة.
فالأولوية لجماهيرنا العريضة التي لم تتبلغ بعد من الرسالة السامية التي بعث شباب الفيس بوك لنشرها بين حشود: المحرومين، المظلومين، المعدمين، المقصيين، غير المكرمين في مملكتهم.
كما من الهم الإشارة إلى القيمة الثورية لما وصفه البعض بمشاهد الفوضى التي سادت الحراك أولى جمعات الغضب، لأنك حين تستدعي ثوارا إلى ميدان ما، لا يكون من اللائق أن تتعامل معهم كسلطة تنظيم لذلك نتفق مع البعض أن المنابر فاقت الأربع، وتشعبت من ثم الأهداف والشعارات.. الدعوات..
فحين يمارس الكبت لفترات من الزمن على أفراد الشعب، يحتم على صناع الثورة تنفيس كل ذلك وهذا ما حصل بالفعل ونعمل على إنضاجه وتطويره في قادمات الأيام.
ولا يغيب عن الإخوة الرفاق فتك القوى الخفية التي تمثلها عناصر المخابرات وعملاء التخريب الذين يندسون من حين لأخر في شكل مثيري مشاحنات ومشاجرات وما قصة الشاب الذي هم بحرق نفسه يوم الجمعة الماضي إلا سطر في القائمة السوداء التي بدأت أجهزت الفروع الأمنية العمل عليها مرورا باللقاء المشبوه الذي جمع مدير الأمن ومدراء شركات الاتصال الثلاث وتموقع عدد من كاميرات المراقبة المثبتة على ارتفاعات كل من عمارة الخيمة والبنك الموريتاني للتجارة الدولية وغيرها من المواقع الحيوية المطلة على ميدان نبض المواطن الحر.
إننا نسترعي انتباه الرفاق في المنسقية، إلى قضية جوهرية وجد خطرة ألا وهي غياب "رفاقنا الزنوج" ضمن تظاهرة الجمعة، لأن ذلك لا يصب حتما في التقدم نحو صناعة الغد المشرق الذي ينتظرنا معا: أكور، بيظان، أحراطين.. ولأن العين لا يمكنها أن تبصر بغياب سوادها يتحتم اكتمال الصورة لتتضح الرؤية ويلتحم الجميع ويشبكوا في أيدي البعض.
تفاديا لاتساع هامش الوقت ولترميم سويتنا الوطنية التي كثيرا ما أبتاعها الساسة وعملاء الظرف وقدامى المصطادون في مياه الفرقة العكرة.
هذه أفكار من وحي ميلاد الثورة الاجتماعية التي أخذت تدب في نفوس الأحرار ممن لبوا نداء الوطن، ولا بد لها حتما أن تجد النور على أكتاف الرفاق ممن شرعوا فعالا في صياغة محتوى "رسالة الميلاد"، ميلاد الثورة!.
فهل يصبح ذلك هو الثابت في حكم المتغيرات السياسية البائدة؟ ـ مع الإشارة أنه للرسائل بقيةّّ!.

ليست هناك تعليقات: