عندما تطول السنوات العجاف على قوم ضعاف في صحراء قاحلة فإن الأنظار حتما ستتوجه إلى السماء ومع أول غيمة في الأفق فإن سؤالا واحدا سيلتصق بجميع الشفاه وهو هل ستمطر؟
وقد تمطر هذه الغيمة فتفي بالغرض وقد لا تمطر وعندها فإن إيجاد وسيلة أخرى لإرواء العطش وإنقاذ الأحياء سيكون أمرا سهلا في عيون أصحاب الإرادة من هؤلاء الضعفاء.. وهذا هول حال الشعوب العربية الغارقة في الهموم والويلات والدمار.. ودائما ما تتجه الأنظار إلى القمم العربية واحدة تلو الأخرى إلا أنها لم تسفر عن شيء سوى نندد نأسف نعتذر وسوف والسين والقائمة تطول والجرح العربي يسري من غزة لبغداد للجولان للجنوب مفعما بالبطالة والفقر والعجز ونحن ننصح القمم العربية أن تمطر ولو لمرة واحدة قبل أن يأتي يوم لا مطر فيه ولا اعتذار ولا للسين مكان. فمن الظلم تولد الحريات.
واليوم وقد تحققت رؤياي هذه بعد ثلاث سنوات أو تزيد فلا يسعني إلا أن أقول أن يعض الكلب رجلا فهذا ليس خبر ولكن الخبر أن يعض الرجل كلبا وهذا تماما ما حدث فأن يستعبد طاغية شعبا بأكمله ويستحوذ على خيراته ويطعنه في الصميم ويترك أبناءه فريسة للفقر والمرض والذل والخوف والجهل وأنياب الزمن تنهش فيه إلى ما شاء الله ويرفل الطاغية وأتباعه وأعوانه ومن حظوا بقربه في الدمقس والحرير والدولارات والقناطر المقنطرة على الجانب الآخر فهذا ليس خبر. ولكن الخبر أن يصحو الشعب وينتصر بعد ظلمه ويلوي بأثواب العنيف المثقل..ويثور الشباب العربي ويتحدى العالم بأكمله ويقول لا للظلم والكبت لا لاستنزاف الخيرات لا لاستعمار يلبس ثوب المواطنة ويطلق على نفسه اسم النظام.
لا لآكلي لحوم البشر لا لمن أحسن جل وعلى في وصفهم حين قال: {إن الإنسان ليطغى أن رئيه استغني}.
لا لفراعنة العصر الحديث الذين عمروا وشاخوا وأتوا على الأخضر واليابس ولم يبقى لهم إلا أن يقولوا: "أنا ربكم الأعلى".. لا للوحوش المتأنسنة ونعم لثوار الحاضر نعم لمن ضحوا بأنفسهم من أجل حياة كريمة لشعوبهم.. نعم لمن قالوا لا للوهم والجبروت والطغيان.
نعم لشبان تونس. أبناء الشابي نعم لشبان مصر أبناء عبد الناصر نعم لثوار الجماهيرية أبناء عمر المختار وأحسنت الجامعة العربية حين التزمت الصمت حين لا ينفع الوحل.
والآن يا زعماءنا العرب الأعزاء نقترح عليكم حلا وسطا بين قبيلة أحمد مطر وسائر الثوار الشباب للذين أسدلوا على حكامهم.. أن تحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتجودوا على شعوبكم مما جاد به العاطي عليكم.
فتحاربوا الفقر قبل أ، تحاربوا وتطردوا البطالة قبل أن تطردوا وتعالجوا الجهل قبل أن تعالجوا وتصلحوا التعليم قبل أن يعلم عليكم وتفتحوا أبواب الحوار قبل أن تغلق في وجوهكم أبواب اللجوء وتسمحوا بقسط من الحريات وتطبقوا هذا من الديمقراطية قبل أن تطبق عليكم عقوبات دولية والوقاية هنا أسهل من العلاج..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق