استقيظ الرئيس التونسي السابق – زيد العابدين بن علي – متأخراً في الجناح الملكي الذي أعد له صديقه الوفي الملك عبد الله بن عبد العزيز. استيقظ متأخراً و تناول جهاز التحكم عن بعد وأدار على قناة الجزيرة ثم انصرف عنها بسرعة وتجهم قائلاً في نفسه : لا أحب هذه القناة إنها كانت تحرض أولئك الغوغاء على الخروج عن طاعتي.
أدار على قنوات أخرى فإذا بها كلها تبث صوراً لميدان التحرير في القاهرة وهو مليء بالمتظاهرين الذين يهتفون بسقوط الرئيس حسني مبارك ويحملون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل : ( ارحل يا مبارك – اذهب إلى الجحيم) و هي عبارات تذكره بما حدث له في الأسابيع القليلة الماضية: أي لعنة حلت بنا معشر قادة العرب أيُعقل أن تستيقظ شعوبنا كلها في آن واحد وقد انساقت لظلمنا وتنكيلنا كالنعاج لعقود.
أعتقد أن ذلك الشاب – البوعزيزي – لم يحرق نفسه لمجرد الاحتجاج ، بل أحرقها بأمر من ساحر كبير وضع له سحراً في بدنه وأوصاه بحرقه أمام وسائل الإعلام ليسري مفعول السحر إلى كل من يشاهد تلك الصورة الملتهبة.
طالع سيادته الشاشة مرة أخرى ثم تناول الهاتف واتصل بصديقه. رنّ هاتف حسني مبارك الشخصي فانتفض فزعاً وهو دأبه في هذه الأيام يخاف من أي صوت يقطع تفكيره المتواصل. رفع السماعة ببطء و تطلع على الرقم المجهول فجاء صوت يعرفه جيدا لكنّه لا يريد سماعه في هذه اللحظات: تعَقَل يا صديقي وخذ ما خف حمله و غلا ثمنه وارحل تحت جنح الظلام ولا يحدثك مثل خبير فحالتك تشبه حالتي وخطابك البارحة يشبه خطابي الأخير إلى حد كبير؛ إلا ان فهمي أسرع من فهمك وهو ما أعلنته لجماعتي حين خاطبتهم آخر مرة أنني فهمتهم أما أنت فلا تزال كما عهدتك بطيء الفهم.
ارحل يا صديقي ارحل! كفاك عناداً ومكابرة فلن يطيب لك المقام وسط غليانهم ثم إن عدد الضحايا وصل حسب – ما بلغني – حتى الآن إلى ثلاثمائة قتيل بالإضافة إلى آلاف الجرحى وهي حصيلة تعادل ثلاثة أضعاف تلك التي ضحى بها الشعب التونسي من أجل الإطاحة بي في فترة زمنية تعادل ثلث الفترة الزمنية التي قضوها.
ـ ما هذا الهراء ؟ تريدني أن أرحل عن كرسي أمضيت عليه ثلاثين سنة لمجرد التضحية بثلاثمائة من الفقراء كانوا سيموتون من الجوع لا محالة لو لم يموتوا بسبب احتجاجاتهم ضدي! سأبقى ما وسعني البقاء على هذا الكرسي الوثير مهما اشتعلت مصر ومهما كان عدد الضحايا .
ـ حسناً ... هل رتبت للحظة الهروب حتى لا يحدث معك مثلما حدث معي وتبقى عالقا في الأجواء ليلة كاملة.
ـ لا بأس خبّر صديقنا الملك حتي يهيئ لي جناحا بجوارك فالاحتياط واجب قبل أن تزدحم أجنحة قصوره بأصدقائنا الرؤساء الهاربين. لكن دعني أسألك سؤالا بينني وبينك وهمس له: ألم تسمع في أروقة القصر عن مخاوف تنتاب الملك نفسه من وصول تلك الثورات الشعبية إلى أبواب قلاعه؟
ـ أجل همس إبن علي هذا ما سمعته إلا أنني أتمنى ألا يكون صحيحا فهو ملاذنا الأخير والوحيد. تخيّل ما الذي كان سيحدث لي لو لم يستضفني هذا الملك الشهم؟!
ـ لا تهول الأمر يا صديقي كان سيستضيفك الزعيم الليبي الذي مدحك في غيابك.
ـ نعم ولكنه كان سيستضيفني في خيمة لا تستطيع الصمود أمام كابوس
الاشتعال البوعزيزي الذي لا زال يطاردني داخل قصور المملكة.
ـ نعم كانت تلك الخيمة ستشتعل، لكن أيهما أفضل : أن تشتعل عليك الخيمة أم القصر أم بلد بكامله؟
أدار على قنوات أخرى فإذا بها كلها تبث صوراً لميدان التحرير في القاهرة وهو مليء بالمتظاهرين الذين يهتفون بسقوط الرئيس حسني مبارك ويحملون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل : ( ارحل يا مبارك – اذهب إلى الجحيم) و هي عبارات تذكره بما حدث له في الأسابيع القليلة الماضية: أي لعنة حلت بنا معشر قادة العرب أيُعقل أن تستيقظ شعوبنا كلها في آن واحد وقد انساقت لظلمنا وتنكيلنا كالنعاج لعقود.
أعتقد أن ذلك الشاب – البوعزيزي – لم يحرق نفسه لمجرد الاحتجاج ، بل أحرقها بأمر من ساحر كبير وضع له سحراً في بدنه وأوصاه بحرقه أمام وسائل الإعلام ليسري مفعول السحر إلى كل من يشاهد تلك الصورة الملتهبة.
طالع سيادته الشاشة مرة أخرى ثم تناول الهاتف واتصل بصديقه. رنّ هاتف حسني مبارك الشخصي فانتفض فزعاً وهو دأبه في هذه الأيام يخاف من أي صوت يقطع تفكيره المتواصل. رفع السماعة ببطء و تطلع على الرقم المجهول فجاء صوت يعرفه جيدا لكنّه لا يريد سماعه في هذه اللحظات: تعَقَل يا صديقي وخذ ما خف حمله و غلا ثمنه وارحل تحت جنح الظلام ولا يحدثك مثل خبير فحالتك تشبه حالتي وخطابك البارحة يشبه خطابي الأخير إلى حد كبير؛ إلا ان فهمي أسرع من فهمك وهو ما أعلنته لجماعتي حين خاطبتهم آخر مرة أنني فهمتهم أما أنت فلا تزال كما عهدتك بطيء الفهم.
ارحل يا صديقي ارحل! كفاك عناداً ومكابرة فلن يطيب لك المقام وسط غليانهم ثم إن عدد الضحايا وصل حسب – ما بلغني – حتى الآن إلى ثلاثمائة قتيل بالإضافة إلى آلاف الجرحى وهي حصيلة تعادل ثلاثة أضعاف تلك التي ضحى بها الشعب التونسي من أجل الإطاحة بي في فترة زمنية تعادل ثلث الفترة الزمنية التي قضوها.
ـ ما هذا الهراء ؟ تريدني أن أرحل عن كرسي أمضيت عليه ثلاثين سنة لمجرد التضحية بثلاثمائة من الفقراء كانوا سيموتون من الجوع لا محالة لو لم يموتوا بسبب احتجاجاتهم ضدي! سأبقى ما وسعني البقاء على هذا الكرسي الوثير مهما اشتعلت مصر ومهما كان عدد الضحايا .
ـ حسناً ... هل رتبت للحظة الهروب حتى لا يحدث معك مثلما حدث معي وتبقى عالقا في الأجواء ليلة كاملة.
ـ لا بأس خبّر صديقنا الملك حتي يهيئ لي جناحا بجوارك فالاحتياط واجب قبل أن تزدحم أجنحة قصوره بأصدقائنا الرؤساء الهاربين. لكن دعني أسألك سؤالا بينني وبينك وهمس له: ألم تسمع في أروقة القصر عن مخاوف تنتاب الملك نفسه من وصول تلك الثورات الشعبية إلى أبواب قلاعه؟
ـ أجل همس إبن علي هذا ما سمعته إلا أنني أتمنى ألا يكون صحيحا فهو ملاذنا الأخير والوحيد. تخيّل ما الذي كان سيحدث لي لو لم يستضفني هذا الملك الشهم؟!
ـ لا تهول الأمر يا صديقي كان سيستضيفك الزعيم الليبي الذي مدحك في غيابك.
ـ نعم ولكنه كان سيستضيفني في خيمة لا تستطيع الصمود أمام كابوس
الاشتعال البوعزيزي الذي لا زال يطاردني داخل قصور المملكة.
ـ نعم كانت تلك الخيمة ستشتعل، لكن أيهما أفضل : أن تشتعل عليك الخيمة أم القصر أم بلد بكامله؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق