٢٠١١/٠٣/١٢

شوقى و تجاوز الخاص/ أقرين ولد أمينوه


  تبدأ الحكاية هكذا غامضة و عامة ... وكأن قدره أن يتماهى مع العام دائما فلا يسمح لنفسه بنعمة الخصوصية ولو في عناوين الأخبار... 
 شاب يتعرض للضرب على يد رجال الأمن ...يا للسخرية! لم يكن الأمر يستحق .فالجسد الضئيل لا يتحمل كل هذا العنف وكل هذه الهمجية ...ثم يأتي خبر آخر محايداً وغير مبالي ليتحفنا أن "شوقي" تعرض للخطف من طرف جلاديه و لا أحد يعرف أين هو الآن ...مثلث متساوي الأضلاع ضرب وتنكيل واختطاف.
من الشباب الكثر الذين عرفتهم -(في الجامعة والساحة السياسية) مناضلين وأصحاب مبادئ و إيديولوجيات- لم أتوقف يوماً أمام تجربة أحدهم، وحده "شوقي" أغواني بالتساؤل و التنظير والنقاش ...
أقول له مداعباً إن العصر تجاوز الايدولوجيا، و أن "القومية" أصبحت موضة قديمة، فيرد ضاحكاً بملامح تخلوا من عدائية وبعينين مليئتين بالإيمان بقضية عاش من أجلها وضرب من أجلها  وأختطف ثمنا لها ....
يجيبني بأن القضية مسألة مبدأ في الأول و الأخير، ويضيف أن أخطر الناس من لا مبدأ له في هذه الحياة ....يقنعني الحد الأول لكنى أوقف نقاشنا، ربما لأنني لا أريده أن يستهلك طاقته، سيكون بحاجة إليها في "ابلوكات" و ما جاورها.
كان بإمكانه أن يكون شاباً كآلاف الشباب الموريتانيين الذين لا يتحدثون لا في السياسة ولا الفكر ...يقضى أوقاته بين عمله وربحه الشخصي الضيق و لتذهب المبادئ والمعتقدات وكل ما يؤدى إلى طريق "الصواب" إلى الجحيم ...
لكنه أختار عن وعي وعن قصد هذا الطريق المفروشة بالشوك و الكثيرة المطبات
"شوقي" شاب يعيش في الزمن الخطأ و في المكان الخطأ.

ليست هناك تعليقات: