٢٠١١/٠٣/٠٩

سقط القناع / بقلم : سيدى عبد الله ولد صدفى


حدث الإنقلاب على سيدي ولد الشيخ عبد الله ساعة و 45 دقيقة بعد عزله للجنرال محمد ولد عبد العزيز
ورفاقه من مناصبهم وتم إعتقال الرئيس ووجهت له تهمة الفساد واستغلال المنصب لأغراض شخصية.
سارع الجنرال محمد ولد عبد العزيز إلى إدارة الأمور بطريقة تمكنه من الخروج من صناديق الإقتراع بعد أن دخل من فوهة البندقية ... أطلق مجموعة من الوعود والشعارات البراقة (محاربة الفساد ، رئيس الفقراء ...).
بعد وصوله للسلطة شرع في تصفية خصومه السياسيين وخصوم ذراعه المالية (محمد ولد بوعماتو) ... فبحجة محاربة الفساد زج بالشريف ولد عبد الله وعبدو ولد محم و محمد ولد إنويكظ في السجن وأرغمهم على دفع مبالغ طائلة يعتقد أنهم مطالبون بها في عمليات تحايل على المال العام ، كما تم القبض على عدة مسؤولين حكوميين بنفس التهمة لا يزال بعضهم قابعا وراء القضبان ...
أستدل الستار على المشهد الأول من المسرحية وصفقت الجماهير حتى اهتزت القاعة معتقدة أن المشهد الثاني سيستهل باعتقال محمد ولد بوعماتو ومحاسبته باعتباره من أهم رموز الفساد ... فوجئ الجميع عندما أزيل الستار عن المشهد الثاني فإذا بمحمد ولد بوعماتو يوشح من قبل رئيس الجمهورية بوسام "فارس" في نظام الإستحقاق الوطني وعلى الجانب الآخر للخشبة تصادق الكتيبة البرلمانية على إعفاء السجائر من الرسوم الجمركية وزيادتها على واردات السلع الغذائية مما يرهق كاهل المستهلكين من الفقراء ويكبد خزينة الدولة خسارة مئات الملايين من عائدات جمركة السجائر وهي عملية تحايل واضحة ومقننة وسرقة مفضوحة للمال العام ...
تلى ذلك نشر الصحف لوثائق تدين محمد ولد بوعماتو بالتحايل والتهرب الضريبي مسببا خسارة الخزينة العامة للمليارات من الأوقية حيث أن رقم أعمال البنك المصرح بها للضرائب يناهز 10% من رقم الأعمال الحقيقي بالإضافة إلى جباية البنك لضرائب على الزبناء لم تدفع لا للبنك المركزي ولا لإدارة الضرائب ، ناهيك عن السعي الممنهج لإفلاس مؤسسات عمومية بهدف ابتلاعها لاحقا (سونيمكس ، سوماغاز...) من خلال إغراقها في ديون وفوائد وهمية.
ظهر للجميع أن سجن رجال الأعمال المذكور آنفا لم يكن بهدف محاربة الفساد بقدر ما هو من أجل إضعافهم والضغط عليهم لمصلحة منافسهم محمد ولد بوعماتو.
من حق المرء أن يتساءل عن الوجهة التي سلكتها الأموال الطائلة التي تم تحصيلها من ما يسمى بالحرب على الفساد طالما أنها لم تدرج تحت أي بند من بنود مداخيل الميزانية؟؟!!
في الوقت الذي ينعم فيه أئمة الفساد المخضرمين (الشيخ العافية ولد محمد خونة ، المرابط سيدي محمود ولد الشيخ أحمد ، اسقير ولد إمبارك...) بوظائف سامية يزج بالمدير السابق لسونيمكس مولاي العربي ولد مولاي امحمد في السجن رغم تزكية مجلس إدارة الشركة له باعتباره أنقذها من إفلاس محقق... يرى بعض المحللين بأن اعتقال المعني جاء على خلفية عدم رضوخه للمساعي الهادفة إلى إفلاس الشركة لصالح بنك جي بي أم.
إن الوثائق التي نشرت أخيرا على صفحات المواقع الإلكترونية تدين رئيس الجمهورية بالتواطؤ في عمليات التهرب الضريبي والفساد التي دأب عليها محمد ولد بوعماتو.
إن الجنرال محمد ولد عبد العزيز الآن في وضع لا يحسد عليه بعد أن انكشف المستور ، فإما أن يعاقب أقرب المقربين إليه بعد تسريب وثائق تثبت بشكل دامغ تورطه في عمليات فساد ممنهجة وهو احتمال مستبعد أو أن يتجاهل الموضوع (وهو الأرجح) وما قد ينجر عنه من غضب شارع ضاق ذرعا بمافيات الفساد وسئم وعودا لم تتحقق في زمن اكتشفت فيه الشعوب مصدر قوتها الكامنة وباتت قادرة على تغيير حكامها خلال أسابيع.
هل حان الوقت لإسقاط الجنرال محمد ولد عبد العزيز بتهمة الفساد بعد أن سقط القناع؟

ليست هناك تعليقات: