٢٠١١/٠٣/٠٩

سيدي الرئيس هذه صيحة أخٍ ناصح الشيخ الولي أحمد مسكه


قال تعالى: «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» البقرة 42،
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانةٌ تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانةٌ لا تألوه خبالاً، ومن يُوقَ بطانة السوء فقد وُقي»
سيدي الرئيس:
لَأَنْ أظل أقتاتُ على رغيف خبزٍ يابسٍ وكوب من الماء الممزوج بالكلور، وأركب حافلات النقل العمومي تارة وأترجل أحايين كثيرة، وأعجز عن مراجعة الطبيب وعن توفير الدواء والمسكن وعن تسديد رسوم الدراسة لأطفالي، وأوصف بنعوتٍ أدناها تعاطي حبوب الهلوسة على رواية...، أهون عندي من السكوت على ما تقترفه هذه البطانة التي استشرى نفوذها في البلاد من أقصاها إلى أقصاها وعانى ويعاني الكثيرون من ضررها، تُعتِّم على الحقيقة عنكم، وتقدم لكم صورة ضبابية لا تمكنكم من رؤية مواضع الخلل لتزيلونها، وقد أقاموا جداراً عالياً بينكم وأولي النصح والرشاد من أبناء هذا الوطن، لتزداد معاناة الناس، لا لأنكم لا تريدون إصلاح حالهم، بل لأن حقيقتهم حُجبت عنكم وحُرِّفَ منها الكثير.
وتأبى هذه البطانة الفاقدة للأمانة فعل الخير والحض عليه، وتختار لنفسها طريق قلب الحقائق والأذى بكل أشكاله وأنواعه خدمة لمصالحها الآنية، مفضلة الفساد المالي والإداري على كل المصالح والقضايا، ما يلحق الضرر بالمجتمع حاضره ومستقبله، وبالحياة الاقتصادية والثقافية والعلمية والفكرية والتربوية وغيرها، ويجعل ضرر صيتها السيئ ينعكس سلبا على مكانة فخامتكم لدى الشعب، ومن ورائكم كل الذين مشوا معكم في نهجكم الإصلاحي.
تحاول هذه البطانة دائماً، تصريحاً أو تلميحاً، أن توحي للناس بأنها من أكثر المقربين من فخامتكم - وإن كان الأمر على غير ما تقول- كما تحاول استغلال ذلك لمنافعها الذاتية، تساعدها زمرة من المسؤولين () ، طَمَعاً ورهبةً، في تنفيذ هذا السيناريو الرديء الإخراج، فَقَلَّ أن يمر يوم إلا وتطالعنا بعض المواقع الإلكترونية عن تجاوزات ذات صلة بهم مباشرة، أو من خلال بعض الأقنعة التي يتخفَّوْنَ وراءها.
سيدي الرئيس:
هذه صيحة أخٍ ناصح - من عامة الشعب - يخاطب فيكم روح الضمير الحي الذي دفع بالملايين، وهو من ضمنهم، لاختياركم لحمل الأمانة، وهم واثقون من أنكم ستنتشلون البلاد من الوحل الذي أوقعها المفسدون فيه، مطمئنون على مستقبلها تحت ظل قيادتكم الرشيدة.
اليوم نناديكم ونحن نستنجد، أنقذوا الوطن، كما هي عادتكم، من هذه العصابة التي بدأت تحوم حول الحمى، وتتكالب على مقدرات الشعب وخيرات البلد، وهي تشكل سدا منيعا قوامه زبر الحديد، يقفون حائلا في وجه الجميع، وينعمون بحظوة ابتدعوها، هم ومن يقتاتون على فتات موائدهم قبل أن تصير إلى مآلها المعهود، مكب النفايات.

ليست هناك تعليقات: