٢٠١١/٠٢/١٩

لهيب الثورة...........الي أين ؟


لم تكن النار التي أضرمها الشاب التونسي محمد البوعزيزي في جسده بعدما  سئم  حياته التي عانى فيه التهميش والحرمان من نظام بوليسي اوتوقراطي ظالم إلا بداية شاررة شعبية حقيقية علي الأنظمة الدكتاتورية في وطننا العربي, بداية من تونس مهد الثورة العربية المباركة.
حيث قدم المناضلون  من الشباب الأحرار أنفسهم فداءً لشعوبهم ودمائهم تروي العشب الأخضر هناك ليزهر هذه المرة حرية وعدالة ومساواة واسماعا لصوت الشعب الذي لم يأذن له أبدا في أيصال صوته عبر جميع الوسائل في عهد الديكتاتور.الذي لم يكن يفهم......لكنه فهم أخيرا بعد ما ارتعدت فرائصه وفقد السيطرة علي الشعب الثائر وخفتت اصوات ابواق نظامه أمام صرخات الشعب المدوية والتي تنادي مكررة في بعض أحايينها ماقاله الشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحـياة     فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلــــــــــي       ولابد للقيد ان ينكســــر
وبعض الشعارات المنقوشة بأيادي شعبية خالصة "خبز وماء وبن علي لا" .
الديكتاتور بعد خطابه الأخير أثار غضب الجماهير فقررت الزحف نحو قصره المحصن بدون ما تردد وانتظار,و اثار ذلك حفيظة الجيش مما حدا به في أتخاذ قراره التاريخي الذي تخلي فيه عن بن علي حيث جعله اما امرين احلاهما مر إما الهرب وإما البقاء فأختار الهرب أخيرا وتحرر الشعب من اغلال الظالم المستبد حبيب الظلا م عدو الحياة .
وأما بخصوص مصر فالشعب هناك واجه دكتاتوريات متعددة ويجسدها شخص واحد ,فأتفاق كامديفد هذ الاتفاق الذي يعتبر وصمة عار في جبين كل عربي سكت عنه .وهو القرار القاضي بخنق الفلسطينيين وغصب أرضهم والذي ظل النظام حريصا عليه اكثر من الاسرائيليين انفسهم .بل ومد الإسرائيليين بخيرات الشعب وثرواته مقابل مبالغ زهيدة ,وما يربوا علي 40%منه تعيش تحت خط الفقر ,وتبني عملية سلام لا تمت الي السلام بصلة .
كل هذه العوامل هي التي حدت بالشعب المصري الأصيل بالثورة علي رأس الافعي أو فرعون العصر(حسني مبارك)وحكومته العميلة حيث تواصلت المسيرات والمظاهرات المليونية طيلة 18 يوما والشعب الثائر يكرر فيها ,الشعار الوحيد "الشعب يريد إسقاط النظام",ولسان حال النظام يقول (تسبي ولا يردها بليق)لكن وبسقوط الشهداء والجرحي احس النظام بإن هذا البليق صار أفضل من خيوله وبغاله التي امتطتها "بلطجيته"المعتدية وأستجاب لأمر الشعب وادرك انه لا يقهر ,ولكن السؤال الذي يظل حاضرا دائما ويتردد في أذهاننا ,إذا كان الشعبان التونسي والمصري قد وصلا وأسقط لهيب ثورتهم رأس النظام فهل اللهيب ممتد ليصل بلدانا أخري ام انه سيخمد؟  
الكاتب :أحمد ولد محمدفال ولد أبته

ليست هناك تعليقات: